سفينة نوح
القصص القرآنى قدم لنا عبرة وعظة من خلال سرد تاريخ اهل الارض وقصص الانبياء وصبرهم واصرارهم على اختيار النهاية الصحيحة لرحلة الحياة وايمانهم بأن الاخرة خيراً من الدنيا بكل متعها المزيفة والفانية
وفى قصة سيدنا نوح عليه السلام عبرة وعظه وحكمة نعلم منها الصبر واليقين وكمان تزيد ايمانا بالله ان الحق لازم ينتصر مهما كانت المعوقات
والدليل على ذلك قصة صناعة سفينة نوح والمعجزات اللى حصلت من بداية امر ربنا بصناعة الفلك حتى استوت على الجودى جنوب تركيا عند حدودها مع العراق
تعالوا نعد المعجزات والعبر
المعجزة الاولى
سفينة نوح كان طولها حوالي 300 ذراع وعرضها حوالي 20 ذراع يعنى مساحتها حوالى 6000 ذراع اى 3000 متر مربع
وحسب الروايات انها كانت مكونة من3 طوابق ، بارتفاع 50 ذراع اى بما يعادل ارتفاع عمارة 8 طوابق ،وكانت مغطاه بالخشب عشان يحفظها من الماء يعنى كانت صندوق خشب مساحته 3000 متر مربع بيجرى فوق الماء
المعجزة الثانية
كان سيدنا نوح عليه السلام يصنع السفينة بوحي من جبريل عليه السلام في كل لوح خشبي يضعه ، وفي كل مسمار يدقه وكانت الملائكة تعاونه في صناعتها
قال تعالى
( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ )
وقد صُنعت السفينة من الخشب المثبت ببعضه بواسطة المسامير
قال تعالى: " وحملناه على ذات ألواح ودسر" والمقصود بالدسر هى المسامير
وكان يصنع السفينة في الصحراء ، علي غير عادة صانعي السفن ، فهي تصنع علي شواطئ البحار والأنهار ، مما جعله قومه يسخرون منه
قال تعالى
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيم
المعجزة الثالثة
أمره ربه بتحريك السفينة إذا فار التنور فهي العلامة الفارقة
قال تعالى
(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )
"و معني التنور الذى اتفق عليه العلماء أنه "المخبز وكان يصنع من الحجارة
والمعني : إذا خرج الماء من الحجارة المصنوع منها الفرن
المعجزة الرابعة
أن هذه السفينة تحملت فيضان الماء وارتفاع الأمواج العاتية التي وصفها عز وجل بقوله تعالي : {وهي تجري بهم في موج كالجبال }
ويدل التعبير القرآني على أنها كانت تجري وسط الماء الذي صار له قوة الأمواج ومع ذلك لم تتحطم رغم ان الامواج كادت ترتفع ارتفاع الجبال مما يدل علي شدة وقوة المياه وكان ضغط المياه يجعلها تجري مسرعة في الماء الذي يغمرها من تحتها ومن فوقها ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح بتغطية السفينه حتى لايدخل اليها الماء
وقد تحملت الماء المندفع من الأرض والماء المنهمر من السماء إلي أن رست على جبل الجودي بعد اكثر من شهر وقيل ثلاثة أشهر وقيل أكثر من ذلك
المعجزة الخامسة
ان السفينة كانت تجري بسرعة شديدة وسط هيجان الامواج
كانت سفينة سيدنا نوح بدون اى وسائل الدفع او مواتير او اشرعة أو مجاديف أوعجلة قيادة لكنها جرت تحت رعايته وعنايته وبقدرة الله سبحانه وتعالى تولى نجاتها وحفظ ركابها
قال تعالى :(بسم الله مجراها ومرساها)
المعجزة السادسة
ركاب السفينة كانوا من البشر وكل أنواع الحيوانات والطيور والحشرات والديدان والزواحف
قال تعالى: واحمل فيها من كل زوجين اثنين
وكانوا على إختلاف بيئاتهم وطبائعهم والتناقض والتضاد بينهم وفيها من هو عدو للآخر ولم ياكل أحدهم احدا وقد تعايشوا بسلام مع بعضهم لمدة أربعين يوماً أو أكثر إلي أن وصلت السفينه محطتها الاخيرة وهذا فى وصفه وحكمته يشبه الموقف العظيم يوم القيامة فجميع المخلوقات سوف تقف بين يدى الله وكلهم سوف يتخلوا عن احتياجهم للأكل او الشرب او التناحر او تتبع المشاكل وبعد ذلك أستقرت السفينة على جبل (الجودي) الذي يقع أقصي جنوب تركيا في حدودها مع العراق وسوريا
وقد وصفها رب العزة بالسفينة المشحونة، وتعهد بنجاتها ومن مع نوح من المؤمنين وجميع المخلوقات التى كانت على متنها ، قال تعالى
وأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون
الجميل فى القرآن انه يحميل الكثير والكثير من الحكم والمواعظ كما ان له قدرة جميلة على سرد الاحداث ببلاغه واختيار الالفاظ والمعانى المناسبة التى تتوغل فى داخل النفس البشرية لتصلحها وتبث فيها الطاقة الايجابية
عشان كده ربنا سبحانه وتعالى قال : ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ( 57 ) سورة يونس
تعليقات